للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيفية الالتزام بالحجاب في البيت مع وجود إخوة الزوج]

السؤال

عندي إخوة كبار، ونحن في بيت واحد، وأرغب في الزواج، وزوجتي لا يحل لها أن ترى إخواني، والبيت صغير، فكيف أوفق بين طاعة والدي، وبين أن أحجب زوجتي عن إخواني، دلوني على أن أسدد وأقارب بين طاعة والدي، وتحجيب زوجتي؟

الجواب

ليس هناك خيارات بين أن تحجب أو تطيع، لا بد أن تطيع والدك، ولا بد أن تحجب زوجتك.

وأما كيف؟ فهذا من أبسط الأشياء، ولو كان البيت ضيقاً، فإن بيوت المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ليست كلها وسيعة ومع هذا ما وجدوا حرجاً ولا مشقة في تحجيبهم لنسائهم، ولكن الحرج يوجد حينما يخرب القلب، وتكون طاعة الله ثقيلة على النفس، وأمر الله عز وجل صعب التطبيق، أما المؤمنون فلا، لو كانوا كلهم أسرة وفي غرفة واحدة يستطيعوا أن يقيموا أمر الله عز وجل.

فنقول لك: اتق الله في نفسك، وأيضاً أشعر والدك قبل أن تتزوج بأنه منهج ودين يفرض عليك أن تحجب أهلك، وبالتالي تعلم إخوانك وتأتي بامرأتك في بيتكم الصغير، وسيكون لك غرفة، ففي غرفتك لا تتحجب، إذا خرجت من غرفتك إلى المطبخ ويوجد أحد في الطريق تتحجب، وليس هناك إشكال؛ لأنه لا ضرورة أن يقعد إخوانك في البيت طول اليوم، إخوانك كلهم في عملهم، وبمجرد أن يدخلوا توجد إشارة أنه فلان دخل، من حين يدخل تغطي وجهها إلى أن يذهب إلى غرفته، أو يمر يريد يتوضأ، يتنحنح أو شيء ليس فيه كلفة يا إخوان! طاعة الله ليست كلفة، بل المعصية التي فيها الكلفة، وبعض الناس تضيق نفسه بهذا الأمر يقول: ماذا أصنع في الأكل؟ نضع هنا سفرة وهنا سفرة، ولا نسمر سوياً، نقول: نعم هذا دين الله إن أردت الجنة، أو تريد أن تكشف وتسمرون وتنبسطون لكن بعدها لذعة، والله لا تصبر في النار لحظة، لحظة واحدة على عذاب الله، فيا أخي! اصبر على طاعة الله قليلاً، يكون رضى الله عز وجل ثمرتك في الدنيا والآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>