للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نصيحة للآباء في العدل بين الأبناء]

السؤال

لي والد متزوج زوجة أخرى، وله منها أولاد، وفضلهم علينا كثيراً وظلمنا، وظلمه ظاهر لنا وظاهر للناس، ونحن نكرهه لهذا الظلم، فأرجو النصيحة للآباء بعدم الظلم؟

الجواب

أولاً: لا يجوز أن تفضل بعض أولادك على بعض، سواء كان أولادك من الزوجة الجديدة أو القديمة؛ لأن التفضيل هذا يوغر الصدور، ويسبب العقوق، ويوجب المشاكل، ويجعل الأولاد متناحرين متضاربين متخاصمين، وما أن تموت أنت حتى يتقاتلوا.

لا يجوز، يا أخي! لا تسبب لنفسك مشكلة ولا لأولادك، عليك أن تكون كالميزان، والعدل حتى في كل شيء؛ لأن العدل مطلوب بين الزوجات، ومطلوب أيضاً بين أولاد الضرات؛ لأن المرأة تنظر إلى الولد بمثل ما تنظر إلى الزوجة الثانية، فإذا رأت الأب يعامل أولادها معاملة تختلف عن معاملة أولاده أولئك تأثرت هي وقالت: انظروا، وقامت تشكو الزوج وتغري أولادها، انظروا يحب تلك، ويعطي أولادها، ويكرهونه ويكرههم، وتصبح الحياة مشاكل.

أما أنت إذا رأيت أباك ظالماً لك، فلا يجوز لك أن تكرهه، ولا أن تبغضه، ولا تعقه، حتى ولو كان ظالماً، فإن ظلمه لك لا يبرر لك معصيته، ظلمه لك الله يعاقبه عليه يوم القيامة، أما أنت ما هو واجبك؟ واجبك الطاعة، لا تتخذ من ظلمه لك أن تعاقبه بأن تعصيه، لا.

أطعه؛ لأن الله يقول: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} [لقمان:١٥] والله أمر بمصاحبة الوالد الكافر بالمعروف، فكيف بالوالد المسلم ولو كان ظالماً، أو عاصياً، ومقصراً في حقوقكم؟ فإن الله عز وجل قال بعدها في الآية الكريمة قال: {إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ} [لقمان:١٥] أي: المرجع والحساب للمخطئ وللمصيب عندي، فلا تتخذ من خطئه مبرراً لكي تخطئ أنت.

<<  <  ج: ص:  >  >>