للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:

[فتح باب قبول التوبة وإن عظمت المعصية]

السؤال

ما رأيكم في شاب نشأ في معصية الله، وكان يأتي كل معصية -والعياذ بالله- ولكن حينما سمع الخطب والأحاديث والمواعظ تاب إلى الله توبة نصوحاً، وعمره الآن (١٩) سنة، فهل تقبل توبته أفيدوني جزاكم الله خيراً؟

الجواب

يا أخي الكريم! إذا تاب تاب الله عليه، مهما عمل من الذنوب والكبائر لو كانت مثل الأرض كلها، لو عمل أي ذنب فإن الله عز وجل يغفر الذنوب جميعاً، وقد اتصل بي بعض الناس وسألني قال: إنه تجادل هو وإخوان له في الله قالوا: إن شخصاً فعل فاحشة كبيرة، وهو أنه زنى بأمه -والعياذ بالله- وكان الزنا بها؛ لأنها كانت كلما عملت الشاي وضع لها في الشاي المخدر، ثم تتخدر ويأتيها وهي لا تعلم بشيء، وبعد ذلك أحست بشيء في بطنها، فذهبت إلى الدكتور، تقول: يوجد شيء يضايقني، ولم تعلم أنها حاملة، قالوا لها: أنتِ حامل، قالت: أنا أرملة منذ (٢٠) سنة، قالوا: من معك في البيت؟ قالت: ليس معي أحد، وبعد ذلك حُقِق في الموضوع واعترف هذا -والعياذ بالله- ولا أعلم أَقُتِلَ أم لم يقتل، لكن يقولون: إنه ليس له توبة، يقول: هذا الرجل ليس له توبة، قلت: لم؟ قال: لأنه عمل جريمة، قلت: مهما كان حتى هذا الذي فعل هذه الجريمة له توبة إذا تاب؛ لأن الله تبارك وتعالى قال في القرآن الكريم: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} [الفرقان:٦٨] والشرك أعظم من هذا {وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} [الفرقان:٦٨] كل هذه جرائم لكن {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَنْ تَابَ} [الفرقان:٦٨-٧٠] .

فمن تاب تاب الله عليه، وهناك شريط أدلكم عليه بعنوان: هل من توبة قبل الموت؟ موجود الآن في المحلات، وهو شريط قيم جداً، وهو يفتح الأمل بإذن الله لمن كان يفعل المعاصي بأن يتوب إلى الله، هذه محاضرة ألقيت في مثل هذا اليوم، في الأسبوع الماضي في الدمام، ألقيتها بعنوان: هل من توبة قبل الموت؟ أتيت فيها بجميع الآيات والأحاديث التي وردت في فضل التوبة، وإذا رأيت أي شخص عاصياً فأعطه هذا الشريط لكي يسمعه، فإنه بإذن الله يفتح قلبه ويتوب إلى الله عز وجل؛ لأن من الناس من يريد أن يتوب لكن يقول: كيف أتوب، أتوب وأنا قد عملت وعملت، فيأتي الشيطان فيقول: ليس لك توبة، فيحبسه عنها، لكن لو عرف أن التوبة واجبة وآتية إن شاء الله، فإن الله عز وجل يفتح له بابها بإذن الله عز وجل.

أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يرزقني وإياكم توبة قبل الموت، ورحمة بعد الموت، وجنة في الآخرة، ونجاة من النار.

والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص: