للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حلاوة الإيمان والأسباب الموصلة إليها]

السؤال

كيف أجد حلاوة الإيمان، وما هي الأسباب الموصلة إليها؟

الجواب

سؤالٌ عامٌ، وواسعٌ جداً، والجواب عليه ما رواه أنس في حديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم، قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثٌ من كنّ في قلبه؛ وجد بهن حلاوة الإيمان) وهذه تريد منك أن تجتهد في سبيل تحصيلها؛ لأن حلاوة الإيمان لا تباع في الصيدلية، ولا في السوق المركزي، وليست في الأندية الرياضية، لا؛ أبداً.

فحلاوة الإيمان هذه نعمة من الله يسوقها لمن طلبها، قال: (ثلاثٌ من كنّ في قلبه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) وهذه صعبة جداً إلا على من يسرها الله له، بمعنى: أن تقدم طاعة الله ومحبته وامتثال أوامره، ومحبة رسول الله وسنته على كل أمر، على كل هدي، وعلى كل شيء في الدنيا؛ فحلاوة الإيمان تجدها بعد هذا؛ لأن الحلاوة ثمرة لهذه الثلاث: وأن يحب المرء لا يحبه إلا في الله) يعني: يبني علاقاته مع الناس على أساس من دينه وعقيدته فيحب الرجل إذا رأى فيه علامات الخير، ورأى فيه التمسك بالسنّة والغيرة على دين الله، ورأى فيه الحماس والقوة في دين الله، والاعتدال، والتمسك.

وإذا رأى فيه نقصاً، أو تراخياً، أو حباً وميلاً للشهوات والمعاصي، فإنه يبغضه، فيحبه على ما فيه من الخير، ويبغضه لما فيه من الشر.

(وأن يحب المرء لا يحبه إلا في الله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار) وهذه تمثل غاية الثبات على الإيمان والعقيدة، وغاية الاعتزاز بالدين، لدرجة لو أنه عُرض عليه أن يدخل في النار أو أن يرجع إلى دينه لاختار الدخول في النار على الرجوع عن الدين؛ لأن الرجوع عن الدين معناه دخول النار الحقيقية في الآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>