للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تكرار المعصية والتوبة منها]

السؤال

رجل عمل معصية ثم تاب وعاهد الله ألا يعود إليها ولكنه عاد إليها ثانية، ثم تاب وعاهد الله ألا يعود، ثم عاد إليها ثالثة، فما الحكم في عدم وفائه في المرة الأولى والثانية، وهل عليه ذنب، وما هي كفارته؟

الجواب

كفارته أن يتوب إلى الله وأن يقلع، وإذا تاب إلى الله ولو أذنب مائة ذنب، أو مائة مرة فإن الله يقبل التوبة، ولكن اصدق يا أخي! لا تلعب على الله، أتوب وأعاهد وأعود، حسناً افرض أنك مت، كيف تعمل؟ يا أخي! إذا تبت فارفع نفسك، فالجواد يعثر ولكنه لا يجلس دائماً في الطين، فيعثر مرة وينهض، لكن ما رأيك لو أنه كلما قام عثر؟ هل يصلح هذا كجواد في سباق؟! لو كان عندك جواد وأردت أن تسابق به، وكلما ركبت على هذا الجواد عثر بك، ماذا تفعل به؟ تتركه.

فالذي يسابق في ميادين الآخرة وهو يعثر، كلما جاءت مصيبة عثر فيها: رأى النساء عثر عندهن سمع الأغاني عثر عندها رأى المال الحرام عثر عنده ثم يريد الجنة، هذا دجال، يا أخي! أنت من طلاب الآخرة، سر في سبيل الله عز وجل وسابق في ميدان الآخرة ومضمارها، فإذا وقعت مرة أو عثرت فانهض واستغفر الله، أما أن تعثر كل ساعة فتتوب وتستغفر، وتتوب وتستغفر، هذا خطر عليك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن لا كفارة لك إلا أن تتوب، أما العهد الذي عاهدت الله ثم نقضته فإن عليك فيه كفارة يمين، تطعم عشرة مساكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>