للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مظاهر عزة الإسلام في فلسطين]

ومن باب أن الشيء بالشيء يذكر، فإن المؤمن الصادق لا يمل كثرة الحديث عن ثالث المسجدين وعن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فلسطين الأبية؛ لأنها اليوم تعد نقطة الارتكاز في ميدان القضية الإسلامية والجهاد الإسلامي.

وقضيتها حديث القضايا الإسلامية، وساحتها محطة انتحارٍ وكشفٍ لقوة المسلمين وغيرتهم على دينهم وأوطانهم وحرماتهم، فهي أرض المسلمين، ولا تصلح إلا للمسلمين، أرض أظهرت صور رجالها البواسل حينما أخرجت العالم من مكتبه، والعامل من معمله، واستنجدت المرأة في بيتها، والطفل في مدرسته، أمسوا على وهج النار، وأصبحوا على دخان البارود إنهم يدافعون عن دينهم وكرامتهم، إنهم يسوقون في وجوه الغاصبين شباباً أنضر من الزهر، وأبهى من الوضاءة، وأثبت من الجبل، وأمضى من العاصفة، إنهم يكافحون بشيوخٍ لهم حماسة الشباب، وشبابٍ لهم همة الشيوخ، ونساء لهم قوة الرجال، وصغار لهم عزائم الكبار، ولأن هلك منهم فوجٌ ليأتون بأفواج، ولأن صبر مغتصبهم يوماً ما ليرمونه بأيام.

إن من يستشعر مثل هذا ليس له منطلق إلا الإسلام، فإنه سيوقن ولا ريب أن المسلمين أصحاب دين لا يموت ولا ينبغي له أن يموت مهما هبت الأعاصير وادلهمت الخطوب، وهو باقٍ خالد إلى قيام الساعة وعندما يشرئب أعداؤه أن تشيع جنازته، فإنهم سيصعقون ببزوغ شمسه من جديد.