للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اهتمام الإسلام بالمرأة]

كما أنه ينبغي علينا جميعاً أن نصحح أوضاعنا تجاه المرأة المسلمة، وأن نتفطن للأيادي العابثة، والقفازات الزائفة، والتي تتربص بها ليل نهار لتخرجها من نطاقها المرسوم لها حتى تكون فريسة لذوي الشهوات المسعورة، والمطامع المشبوهة، وللذين كرهوا ما نزل الله.

ولنحرص جميعاً على تبيين اهتمام الإسلام بالمرأة، وأنها لها شأن في المجتمع، بل هي نصف المجتمع، وأن الإسلام رعا حقها بنتاً، ورتب الأجر الجزيل على من عال جاريتين، ورعا حقها زوجة، فجعل لها من الحق مثلما للرجل وللرجل عليها درجة، ولم يجعل عقد الزوجية عقد استرقاق للمرأة ولا عقد إهانة واتفاق، إنما هو عقد إكرام واتصال بالحلال.

كما أحسن الإسلام في الوقت نفسه إلى المرأة أماً فقدم حقها على حق الأب، ثلاث مرات في البر، بل أكد النبي صلى الله عليه وسلم حق المرأة المسلمة في حجة الوداع بقوله: {فاتقوا الله بالنساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف}

الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!

حجاج بيت الله الحرام! يا من أديتم مناسككم ووقفتم بـ عرفات، وانحدر بكم الشوق إلى المزدلفة، فسكبتم عند المشعر الحرام العبرات، هنيئاً لمن رزقوا الوقوف بـ عرفة، وجأروا إلى الله بقلوب محترقة، ودموع مستبقة، فلله كم من خائف أزعجه الخوف من الله وأقلقه، ومحب ألهمه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله فصدقه، اطلع عليهم أرحم الرحماء، وباهى بجمعهم أهل السماء.

فهل رأيتم -عباد الله- قط شبه عراة، أحسن من المحرمين، هل شاهدتم ماء صافية أصفى من دموع المتأسفين، هل ارتفعت أكف وانبسطت أيدي فضاهت أكف الراغبين.

هل لصقت بالأرض جباه أفضل من جباه المصلين، فيا لها من غنيمة باردة، ويا له من فوز خاب مضيعوه.

حجاج بيت الله الحرام! أخلوا لله حجكم، واتبعوا سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم تفحلوا، واشكروا الله شكراً كثيراً على أن هيأ لكم سبل الراحة، وأداء الحج في يسر وسهولة، مع أمن مبذول، وتنظيم مشكور، ومعنيين بالدعوة والتوجيه، سخرهم الله في بلاد الحرمين، خدمة لحجاج بيته، فالحرمان الشريفان أهل لأن يخدما، وبلاد الحرمين الشريفين حرسها الله أهل لأن تكون خادمة للحرمين، فشكر الله الجهود، وبارك بالخطا، وتقبل من الحجاج حجهم إنه هو السميع العليم.

الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!