للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صيام يوم عاشوراء]

وتأصيلاً لقواعدٍ عظيمة من قواعد الإسلام، وهي مخالفة اليهود والنصارى والمشركين، وقطعاً لمادة التشبه بهم من كل طريق عزم المصطفى صلى الله عليه وسلم في آخر عمره على ألا يصومه مفرداً مخالفةً لأهل الكتاب، فقال: {فإذا كان العام المقبل إن شاء الله؛ صمنا اليوم التاسع؛ فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم} رواه مسلم.

فيستحب لكم -أيها المسلمون- صيام هذا اليوم، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكل خير في اتباع ماجاء به، وكل شر في ابتداع ما جاء به.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بذلك في قوله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦] وقال صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح: {من صلى عليَّ صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشراً} .

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك المؤمنين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الرحمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأفعال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ما سألناك من الخير فأعطنا، وما لم نسألك فابتدئنا، وما قصرت عنه آمالنا من الخيرات فبلغنا.

عباد الله! اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.