للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إضاعة الوقت في الغناء والملاهي]

ألا وإن بذل الأوقات في الغناء واللهو لمن ما حرَّم الله ورسوله، وكلما كانت المجاهرة به أظهر كان الخطر أشد، والخطب أدهى وأمر، وكلُّ أمة محمد صلى الله عليه وسلم معافى إلا المجاهرين.

عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقَيْنات} رواه: ابن ماجة والطبراني والقَيْنات: هم المغنون والمغنيات.

بل إن الأمر سيذهب إلى أبعد من هذا، إلى أن يأتي أقوام فيستحلون المعازف والأغاني على شدة ما ألِفوها واستمرءوها، وقل النفير لها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف} ذكره البخاري في (صحيحه) .

وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن الغناء؟ فقال: ينبت النفاق في القلب.

وقد قال الفضيل بن عياض رحمه الله: [[الغناء رُقْيَة الزنا]] .

وقال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألتُ مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: [[إنما يفعله عندنا الفساق]] .

وقد حكى أبو بكر الآجري وغيره: الإجماع على تحريمه.

ألا فاتقوا الله -أيها المسلمون- وأقلعوا عن معاصي الله في أرض الله، فإن الأجل يحل بغتة، وكتاب الله لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران:٣٠] .

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر صحابة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين, واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك المؤمنين.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين!

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين!

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال، يا حي يا قيوم! اللهم أصلح له بطانته، يا ذا الجلال والإكرام!

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اللهم سُقيا رحمة لا سقيا هدم، ولا بلاء، ولا عذاب، ولا غرق، ولا استدراج، يا ذا الجلال والإكرام.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.