للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وسائل دفع الفساد وقمعه]

أيها المسلمون: عندما يستشري الشر، ويطغى الفساد، لا مندوحة للمسلم عن أن يدرأ الشر، ويقمع طغيان الفساد بكل وسيلة، وإن من تلك الوسائل المتاحة: المال المسلم، شريان الحياة، إن المال الإسلامي طاقة مهدرة؛ تحركها بنوك الغرب ومصارفه، مليارات الأموال قابعة في تلك البنوك، ماذا يفعل بها المسلمون؟ الشعب البوسنوي يستغيث ولا مجيب، أكلتهم صروف الحرب المدمرة ولا من يغيث، والبعثات التبشيرية النصرانية متخصصة في سرقة العقائد من أولئك العراة المفجوعين، وإننا لنتساءل: أين المسلمون؟! أين المسلمون حكومات وشعوباً؟!

ومن رعى غنماً في أرض مسبعة ونام عنها تولَّى رعيها الأسدُ

جاء الذئب فرعى الغنم؛ لأنها ليس لها حارس، ليس لها راعٍ، ما السبب؟ وما الأمر؟ أمة غافلة، والغرب الحاقد لا يحمي المغفلين.

لقد دقت ساعة الخطر، وبلغ الشر مداه، فلم يبقَ في القوس منزع، ولم يعد للصبر مجال على أمل تسوية سلمية، فتاريخ الغرب سلسلة إجرام، وحملات صليبية لا تعرف السلم ولا الموادعة.

فالبدار البدار -عباد الله- للجهاد في سبيل الله بأموالكم، لتجهيز المضطهدين الذائدين عن حياض الإسلام في أوطانهم، وإن كتاب الله يدل دلالة واضحة على أن الإنفاق والبذل في سبيل الله، ولإعلاء كلمة الله في طليعة أعمال البر التي وعد الله عليها بالجزاء العظيم: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٦١] .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.