للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الشرط الثالث: عدالة الكاتب]

وثالث الأمور -عباد الله-: هي العدالة، وما أدراكم ما العدالة؟ لأن صاحب القلم إذا كان فاسقاً غير مستقيم المروءة يكبُر ضرره، ويشتد خطره، وربما قادته أهواؤه ومآربه إلى استمالة قلوب الرعاع، لأنه لو زاد أو حذف أو كتم شيئاً عَلِمَه أو تأوَّل أو حرَّف أو لبَّس ودلَّس أو كان ممن وصفهم الله بقوله: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} [الأنعام:٩١] ليقضوا لباناتهم من جراء هذا التلاعب، فيؤدي ذلك إلى ضرر من لا يستوجب الإضرار، ونفع من يجب ألا يرفع عنه الضرر، وربما موَّه وغشَّ حتى مدح المذموم وذم الممدوح، فيؤثِّر فعلُه من الأضرار ما لم تؤثِّره السيوف؛ لأن مثل هذا إذا عزم عداوةً سفك الدم بسِنَّة قلمه، والمقرر المشاهد أن الكلام ينسى والهم يغفر، والمكتوب موثق باقٍ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله عفا لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم} فكيف -يا رعاكم الله- إذا كتبه ونشره؟!

ألا إن الأمر أشد، والعلة أدهى وأمر، ولا يضر المخطئ إلا نفسه، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء:٥٣] .

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم انصر دينك، وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك المؤمنين.

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم سُقيا رحمة لا سُقيا هدم ولا بلاء ولا غرق، اللهم لتحيي به البلاد، وتسقي به العباد، ولتجعله بلاغاً للحاضر والباد.

اللهم ما سألناك من خيرٍ فأعطنا، وما لم نسألك فابتدئنا، وما قصرت عنه آمالنا من الخيرات فبلغنا.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.