للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بطلان القول بأن السعادة لا حقيقة لها]

ألا وإن جمعاً من الواهمين يهرفون بأن السعادة لا حقيقة لها، وأنها خيال يبتدعه الوهم، ويكذبه الواقع.

والحق -عباد الله- أن هؤلاء جاهلون أو مخادعون؛ لأنه لا يُعقل البتة أن يخلقنا الله ثم يريد لنا أن نشقى جميعاً!

كيف ذاك؟! والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه:١-٢] ؟!

ويقول: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:٣٨] .

السعادة عباد الله: هي جنة الأحلام التي ينشدها كل البشر من المثقف المتعلم في قمة تفكيره وتجريده، إلى العامي في قاع سذاجته وبساطته، ومن السلطان في قصره المشيد، إلى الصعلوك في كوخه الصغير، يعيش على تراب الإملاق.

ولا نحسب أحداً منهم يبحث عمداً عن الشقاء لنفسه، أو يرضى بتعاستها.