للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كثرة الحاسدين والواشين]

لقد كثر الطلاق اليوم لما كثر الحسدة والواشون، والكذبة والنمامون، فنكثوا الطباع وعكسوا الأوضاع، وصيروا أسباب المودة والالتئام عللاً للتباغض والانقسام، ولربما كان لأهل الزوجين مواقف ظاهرة بدت سبباً مباشراً في كثير من الخلافات، فقد يتدخل الأب، وقد تتدخل الأم، أو الأخ أو الأخت فيحار الزوج من يقدم: والديه اللذين عرفاه وليداً وربياه صغيراً، أم زوجه التي هجرت أهلها وفارقت عشها من أجله؟ إن هذا لمرتقاة صعبة؛ أهونها أصعب الصعاب، وأحلاها أمر من المر، إن مثل هذه التدخلات في الحياة الزوجية لهي مكمن خطر لدى كثير من الأسر، فما بال أولئك يهجمون على البيوت فيأتونها من ظهروها، ويمزقون ستارها، ويهتكون حجابها، وينتزعون الخرائط من أكنافها، والفرائد من أصدافها، ويوقعون العداوة والبغضاء بين الأزواج، ماذا يكون أثر أولئك في البيوت التي تتكون منها الأمة، ومن الأمة المكونة من البيوتات؟ إنه لا يغيب عن فهم عاقل أن شره مستطير، وأن ما يفعلونه فتنة في الأرض وفساد كبير.