للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المرأة والعمل السياسي]

أقول: بداية هذه الأمور إنما كانت فيما يتعلق بالمرأة والعمل السياسي، وبدأت الدعوات نحو مشاركة المرأة في العمل السياسي ابتداء من عصر النهضة والتمدن في القرن السابع عشر، وفي عصر اليقظة في القرن الثامن عشر، وكذلك في القرن التاسع عشر جاء منشطاً للحركة النسائية عملياً وعلمياً، حتى لقب بعصر المرأة، وقسموا حقوق المرأة إلى أقسام: تشريعية، واقتصادية، وسياسية.

وقد امتدت هذه الجذور حتى إلى المرأة الشرقية، وقد حصل الجميع على مبتغاهم، حتى أصبح للمرأة حق سياسي في الانتخاب الذي هو التصويت، فأول ما بدأ ذلك بعد منتصف القرن التاسع عشر في أمريكا، وبالتحديد في بعض ولاياتها، مثل: كلورادوا، وواشنطن، وكاليفورنيا، وألاسكا، وأريزونا.

وفي عام:١٩٢٠م أقر الاتحاد الأميركي حق الانتخاب للمرأة في كل الولايات المتحدة، ثم تبع أمريكا في ذلك: النرويج، والدنمارك، وهولندا، وبريطانيا، والنمسا، والسويد، وبلجيكا، حتى عام: ١٩٢١م.

وبعد ذلك، بعض الدول الاشتراكية مثل: تشيكوسلوفاكيا، وبولونيا، وألمانيا الديمقراطية، وفنلندا، والمجر، وبولندا، ورومانيا، ويوغسلافيا.

وبعد هذه الأمور بدأ دور المرأة ظاهراً في المجال السياسي، فبدأت بعد ذلك في الوزارة، ثم سلك القضاء في أمريكا، ثم بلغن عددهن في الكونجرس الأمريكي سنة: ١٩٢٦م مائة وثمانية امرأة، ثم بدأت سفيرة بعد ذلك.

ثم في الهند عينت شقيقة البان بنت نهرو سفيرة في الولايات المتحدة، وفي الثمانيات عُينت -أيضاً- أنديرا غاندي رئيسة للوزاء في الهند، ومثلها في الباكستان:، ومثلها -أيضاً- ما تُسمى غولد مائير في إسرائيل، وفي تركيا تانسو تشيلر، وفي بريطانيا أيضاً مارغريت تاتشر، وفي غيرها، والآن في أندونيسيا الأمر على قدم وساق لنصب امرأة.

وفي بعض البلاد العربية: سلكت المرأة من خلال نصوص دساتيرها مناصب شتى في الوزارة، ومجالس النواب، والسفارات، ما عدا الرئاسة.

وفي عام: ١٩٧٣م صدر قرار رقم (عشرة لثلاثة آلاف) عن الهيئة العامة للأمم المتحدة، نص على أن عام: ١٩٧٥م عامٌ دولي للمرأة، وفيه دعوة صريحة للمساواة بين الرجل والمرأة والمشاركة الأعمق في الإنتاج، وفي التعاون من أجل السلام.

وكان المؤتمر قد عُقد في برلين عاصمة ألمانيا الديمقراطية، وكان أهم ما فيه: أن الاعتراف بمساواة المرأة في الدساتير والقوانين، ووضعها موضع التنفيذ،