للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مخالفة السكر للفطرة]

أيها الناس! إن أمةً لا تحافظ على عقول بنيها لهي أمة ضائعة، ماذا فعل السكر بأهل الجاهلية؟ هل أعاد لهم مجداً تليداً أو وطناً سليباً؟ هل أخرجوا الناس من ظلمات الجهل والتيه إلى نور الهدى والاستقامة؟ أيفلح قوم استفحل السكر والخمر في ديارهم جهاراً نهاراً؟ لا وكلا وألف لا.

ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإسراء أنه قال: {وأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر، فقيل لي: خذ أيهما شئت.

فأخذت اللبن فشربت، فقيل لي: هديت الفطرة -أو أصبت الفطرة- أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك} وفي بعض روايات ابن جرير رحمه الله، أن جبريل عليه السلام قال: {أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا القليل}

الله أكبر! إن قول جبريل عليه السلام يؤكد أن الأمة المسلمة الحقه لا يمكن أن تتبع شارب خمر حتى ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاشاه عن ذلك بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه.

إذاً لا يجتمع في الأمة لبن وخمر، بمعنى: أنه لا تجتمع فطرة وخمر، بل إما فطرة صالحة بلا خمر، وإما خمر وتيه بلا فطرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن} رواه البخاري ومسلم.