للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وكُنْ لهما ذليلًا، رحمةً منك بهما، تُطليعُهما فيما أمَراك به ما (١) لم يكنْ للَّهِ معصيةٌ، ولا تُخالفْهما فيما أحبَّا.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك، قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه في قولِه: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾. قال: لا تمَتنعْ مِن شيءٍ يُحِبَّانه (٢).

حدَّثنا أبو كُرَيبٍ، قال: ثنا الأشْجَعِيُّ، قال: سمِعتُ هشامَ بنَ عروةَ، عن أبيه في قولِه: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾. قال: [هو أن] (٣) بَليَن لهما حتى لا يَمتَنِعَ مِن شيءٍ أَحبَّاه (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن عبدِ الحَكَمِ، قال: ثنا أيوبُ بنُ سُوَيدٍ، قال: ثنا الثَّوريُّ، عن هشامِ بن عُروةَ، عن أبيه في قولِه: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ


(١) في م: "مما"، وفي ت ٢: "فيما".
(٢) تفسير سفيان ص ١٧١، وأخرجه البخارى في الأدب المفرد (٩)، وابن المبارك في البر والصلة (١٢)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (٢٢٢) من طريق سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٧١ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف.
(٤) تفسير مجاهد ص ٤٣٠، وزوائد الحسين المروزى على البر والصلة (١١)، وهناد في الزهد (٩٦٧) من طريق هشام بن عروة به.