للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لَدُنْ" على حسَبِ ما جرَى به كلامُهم فى ذلك مع سائرِ الأشياءِ غيرِها.

والصوابُ من القولِ فى ذلك عندى أنَّهما لُغَتان فَصِيحتان، قد قرَأ بكلِّ واحدةٍ منهما علماءُ من القرَأةُ للقرآنِ، فبأيَّتِهما قرَأ القارئُ فمصيبٌ، غيرَ أن أَعْجَبَ القراءتين إلىَّ فى ذلك قراءةُ مَن فتَحَ اللامَ وضمِّ الدالَ وشدَّد النونَ؛ لعِلَّتين؛ إحداهما أنَّها أشهرُ اللُّغتَينِ، والأُخْرَى أن محمدَ بنَ نافعٍ البصرىِّ حدَّثنا، قال: ثنا أميةُ بن خالدٍ، قال: ثنا أبو الجاريةِ العبديُّ، [عن شعبةَ] (١)، عن أبي إسحاقَ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن أبيٍّ، أن النبيَّ قرَأ: ﴿قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾ مُثَقَّلةً (٢).

حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ أبي زيادٍ، قال: ثنا حجاجُ بنُ محمدٍ، عن حمزةَ الزياتِ، عن أبي إسحاقَ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن أُبيِّ بنُ كعبٍ، عن النبيِّ مثله.

وذُكِر أن رسولَ اللهِ تلا هذه الآيةَ، فقال: [اسْتَحْيا نبيُّ] (٣) اللهِ موسى".

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا بدَلُ بنُ المَحَبَّرِ، قال: ثنا عبّادُ بنُ رَاشدٍ، قال: ثنا داودُ في قولِ اللهِ: ﴿إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي


(١) سقط من النسخ، والمثبت من مصادر التخريج.
(٢) أخرجه الترمذى (٢٩٣٣)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان ٣/ ١١١، من طريق أبي بكر محمد ابن نافع البصرى به، وأخرجه أبو داود (٣٩٨٥)، وعبد الله في زوائد المسند ٥/ ١٢١ - ومن طريقه المزي في تهذيبه ٢٤/ ١٨٠ - والطبراني (٥٤٣) من طريق أمية بن خالد به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٣٧ إلى البزار وابن المنذر وابن مردويه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وأمية بن خالد ثقة، وأبو الجارية العبدى شيخ مجهول، لا أدرى من هو، ولا يعرف اسمه.
(٣) في ص، ت ٢: "استحياني"، وفى م، ت ١، ف: "استحيا في".