للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والسُّدِّ، لأنا لم نجِدْ لذلك شاهدًا يُبينُ عن فُرقانِ ما بينَ ذلك، على ما حُكِى عنهما. ومما يُبَيِّنُ [عن أن] (١) ذلك كذلك (٢) أن جميعَ أهلُ التأويلِ [الذين رُوِى لنا عنهم] (٣) في ذلك قولٌ، لم يُحْكَ لنا عن أحدٍ منهم تفصيلٌ بين فتحِ ذلك وضمِّه، ولو كانا مُختَلِفَي المعنَى لنُقِل الفصلُ مع التأويلِ، إن شاء اللهُ، ولكنْ معنَى ذلك كان عندَهم غيرَ مُفتَرِقٍ، ففَسَّروا (٤) الحرفَ بغيرِ تفصيلٍ منهم بينَ ذلك. وأما ما ذُكِر عن عكرمةَ في ذلك، فإن الذي نقَل ذلك عن أيوبَ هارونُ، وفى نقلِه نظرٌ، ولا نعرِفُ ذلك عن أيوبَ من روايةِ ثقاتِ أصحابِه.

والسَّدُّ والسُّدُّ جميعًا: الحاجزُ بينَ الشيئين. وهما ههنا - فيما ذُكِر - جَبَلان سُدَّ ما بينَهما، فردَم ذو القَرنَين حاجزًا بينَ يأجوجَ ومأجوجَ ومَنْ وَراءَه (٥)؛ ليَقْطَعَ مادَّةَ (٦) غوائِلهم وعَيْثهم عنهم (٧).

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخُراسانيِّ، عن ابن عباسٍ: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾. قال: الجَبَلين،


(١) سقط من: م. وفى ص، ت ١، ت ٢، ف: "عن".
(٢) ليست في ص، م، ت ١، ت ٢، ف.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "الذي روى لنا عنه"، وفى م: "الذي روى لنا عنهم".
(٤) في م: "فيفسر".
(٥) في م: "وراءهم".
(٦) في م: "ماد".
(٧) في الأصل: "عنه".