للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليونانيُّ، من ولدِ يوثنَ (١) بن يافثَ بن نوحٍ (٢).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، قال: فحدَّثني (٣) محمدُ بنُ إسحاقَ، عن ثورِ بن يزيدَ، عن خالدٍ بن مَعدانَ الكَلاعِيِّ، وكان خالدٌ رجلًا قد أدرَك الناسَ: أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ سُئل عن ذى القرنَين، فقال: "مَلَكٌ مسَحَ الأرض مِن تحتِها بالأسبابِ". قال خالدٌ: وسمِع عمرُ بنُ الخطابِ رجلًا يقولُ: يا ذا القرنَين. فقال: اللهمَّ غَفْرًا، أمَا رَضِيتم أن تَسَمَّوْا بأسماءِ الأنبياءِ، حتى تَسَمَّوا بأسماءِ الملائكةِ؟ فإن كان رسولُ اللهِ ﷺ قال ذلك، فالحقُّ ما قال، والباطلُ ما خالفَه (٤).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثنى محمدُ بنُ إسحاقَ، قال: فحدَّثنى مَن لا أتَّهمُ، عن وهبِ بن مُنَبِّهٍ اليمانيِّ، وكان له علمٌ بالأحاديثِ الأُولِ، أَنَّه كان يقولُ: ذو القرنين رجلٌ مِن الرُّومِ، ابن عجوزٍ من عَجائزِهم، ليس لها ولدٌ غيرُه، وكان اسمُه الإسكَندَريسَ (٥) وإنما سُمِّي ذا القرنين أن صَفحَتَى رأسِه كانتا مِن نُحاسٍ؛ فلمَّا بلَغ وكان عبدًا صالحًا، قال اللهُ ﷿: يا ذا القرنين، إني باعِثُك إلى أُمَمِ الأرض، وهى أممٌ مختلفةٌ ألِسنَتُهم، وهم جميعُ أهلِ الأرضِ؛ ومنهم أُمَّتان بينَهما طولُ الأَرضِ كلُّه، ومَنهم أُمَّتان بينَهما عَرْضُ الأرضِ كلُّه، وأُممٌ في وسَطِ الأرضِ؛ منهم الجنُّ والإنسُ، [ويأجوجُ ومأجوجُ] (٦)؛ فأما (٧) اللتان بينَهما طولُ


(١) في ص: "يوتن"، وفى م، ت ٢ "يونن".
(٢) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٩٨٤) من طريق سلمة به.
(٣) في م، ت ١، ف: "حدثني".
(٤) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٩٨٥ - ٩٨٧) من طريق سلمة به. وأخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص ٣٩ من طريق محمد بن إسحاق به.
(٥) في م: "الإسكندر".
(٦) في ص: "ومأجوج"، وفى ت ١، ت ٢، ف: "يأجوج".
(٧) بعده في م: "الأمتان".