للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقلوبِ المؤمنين إليه، حتى يرزُقَه مودَّتَهم ورحمتَهم (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، أن عثمانَ بنَ عفانَ كان يقولُ: ما من الناس عبد يعمل خيرا ولا شرًّا إلا كَسَاه الله رداءً عملِه (٢).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا [عبد الرزاقِ، عن الثَّوْرِيِّ، عن [عبدِ اللهِ ابن] (٣) مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ] (٤) وُدًّا﴾ قال: محبةً (٥).

وذُكر أن هذه الآيةَ نَزَلَتْ في عبدِ الرحمن بن عوفٍ؛ حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن سعيدٍ الواسطيُّ، قال: أخبَرنا يعقوبُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا عبد العزيزِ بنُ عِمْرانَ، عن عبدِ اللهِ بن عثمانَ بن أبي سليمانَ بن جبيرِ بن مُطْعِمٍ، عن أبيه، عن أُمَّه أمِّ إبراهيمَ بنتِ أبى عُبيدةَ بن عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ، عن أبيها، عن عبدِ الرحمنِ بن عوفٍ، أنَّه لما هاجَر إلى المدينةِ، وجَد في نفسِه على فِراقِ أصحابِه بمكةَ، مِنهم شَيْبَةُ بنُ رَبيعةَ، وعُتْبَةُ بنُ ربيعةَ، وأُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ، فَأَنزَلَ اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ (٦).


(١) ذكره القرطبي في تفسيره ١١/ ١٦١، وذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٩٤ عن قتادة به.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٦٤ عن قتادة به.
(٣) سقط من: النسخ، وتفسير الثورى. والمثبت من تفسير عبد الرزاق، وقد جاء على الصواب في تفسير الثورى ص ١٣٥ وهو عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي، مترجم في تهذيب الكمال ١٦/ ١٣٠.
(٤) سقط من: ت ٢.
(٥) تفسير الثورى ص ١٩٠ ووقع عنده "عن مسلم" وبينا ذلك في الحاشية السابقة، وتفسير عبد الرزاق ٢/ ١٤ عن الثورى عن عبد الله بن مسلم به.
(٦) ذكره القرطبي في تفسيره ١١/ ١٦١ من قول ابن عباسٍ بنحوه، وذكره أبو حيان في تفسيره ٦/ ٢٢١ بمعناه، لكن بلفظ: قيل نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن عوف .... إلى آخر ما ذكره. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٨٧ إلى المصنف وابن المنذر وابن مردويه لكن سماه "عبد الله بن عوف".