للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيجٍ، قال: قال ابن عباس: ﴿قَالَ رَبَّ احْكُم بِالْحَقِّ﴾. قال: لا يحكم بالحقِّ إلا الله، ولكن أنَّما استعجَل بذلك في الدُّنيا؛ [يسألُ ربَّه] (١) على قومه (٢).

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمرٍ، عن قتادة، أن النبي كان إذا شَهِد قتالًا قال: ﴿رَبَّ احْكُم بِالْحَقِّ﴾ (٣).

واختلَفت القرأة في قراءة ذلك؛ فقرأته عامة قرأةِ الأمصار: (قُلْ رَبِّ احْكُمْ) بكسرِ الباء، ووصل الألف؛ ألفِ "احكُمْ"، على وجهِ الدعاء والمسألةِ (٤)، سوى أبي جعفر، فإنَّه ضمَّ الباء من الربِّ على وجه نداء المفردِ، وغير الضحاكِ بن مزاحمٍ، فإنَّه رُوى عنه أنَّه كان يقرأُ ذلك: (رَبِّي أَحْكَمُ) (٥) على وجه الخبر بأنَّ اللَّهَ أَحْكَمُ بالحقِّ مِن كلِّ حاكمٍ، فيُثبت الياءَ في الربِّ، ويهمرُ الألفَ مِن "أَحْكَمُ"، ويرفعُ "أحْكَمُ" على أنَّه خبرٌ للرب .

والصوابُ مِن القراءةِ عندَنا في ذلك، وَصْلُ الباءِ مِن الربِّ وكسرها


(١) في ص، ت:١: "يسأل به"، وفى ت:٢: "فسيل به"، وفى ف: "نسل به"، والمثبت موافق لما في الدر المنثور.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٤٢ إلى المصنف وابن المنذر.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٠ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٤٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) روى حفص عن عاصم: (قال). وقرأ الباقون (قل). وقرأ أبو جعفر: (ربُّ). وقرأ الباقون: (ربِّ). النشر ٢/ ٢٤٤.
(٥) وهى قراءة ابن عباس وعكرمة والجحدري وابن محيصن. البحر المحيط ٦/ ٣٤٥.