للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الآخرةِ عذابُ جهنمَ إن مات مصرًّا على ذلك غيرَ تائبٍ.

كما حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ﴾. قال: تَظْهَرَ في شأنِ عائشةَ.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. قال: الخبيثُ عبدُ اللهِ بنُ أبيٍّ ابن سَلولَ، المنافقُ، الذي أشاعَ على عائشةَ ما أشاعَ عليها من الفريةِ - لهم عذابٌ أليمٌ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ﴾. قال: تَظْهِرَ؛ يُتَحَدَّثُ عن شأنِ عائشةَ (٢).

وقولُه: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾. يقولُ تعالى ذِكرُه: واللهُ يعلمُ كذبَ الذين جاءُوا بالإفكِ من صدقِهم، وأنتم أيُّها الناسُ لا تعلمون ذلك؛ لأنكم لا تعلمون الغيبَ، وإنما يعلمُ ذلك علَّامُ الغيوبِ. يقولُ: فلا تَرْوُوا ما لا علمَ لكم به مِن الإفكِ على أهلِ الإيمانِ باللهِ ولا سيما على حلائلِ رسولِ اللهِ ﷺ، فتهلِكوا.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (٢٠)﴾.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٥٠ من طريق أصبغ، عن ابن زيد.
(٢) تفسير مجاهد ص ٤٩٠. ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٥٠، والطبراني ٢٣/ ١٤٦ (٢١٢). وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٤ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر.