للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبيَّ ﷺ فشكَت ذلك إليه، فأَنْزَل الله: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾: يعني بهن (١).

حدَّثنا أبو حَصِينٍ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بن يونُسَ، قال: ثنا عَبْثَرٌ، قال: ثنا حُصَيْنٌ، عن الشعبيِّ في قولِه: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ﴾. قال: رجلٌ كانت له جاريةٌ تَفْجُرُ، فلما أَسْلَمَت نزَلَت هذه الآية (٢)

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: أخبَرنى أبو الزبيرِ، عن جابرٍ، قال: جاءت جاريةٌ لبعضِ الأنصارِ، فقالت: إن سيدى أكْرَهَنى على البِغاءِ. فأنْزَل اللهُ في ذلك: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ﴾.

قال ابن جريجٍ: وأخبَرني عمرُو بنُ دينارٍ، عن عكرمةَ، قال: كانت (٣) أَمَةٌ لعبدِ اللهِ بن أبيٍّ، أمَرَها فزنَت، فجاءَت ببُرْدٍ، فقال لها: ارْجِعي فازْنى. فقالت: واللهِ لا أَفْعَلُ، إن يَكُ هذا خيرًا فقد اسْتَكْثَرْتُ منه، وإن يَكُ شرًّا فقد آن لى أن أَدَعَهُ (٤).

قال ابن جريجٍ: وقال مجاهدٌ نحوَ ذلك، وزاد، قال: البغاءُ الزني، وَاللهُ


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٤/ ٣٧٥، ٣٧٦، ومسلم (٣٠٢٩)، والبزار - كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٥٨ - وأبو يعلى (٢٣٠٤)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٩١، والبيهقى ٨/ ٩ من طريق الأعمش به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٤٦ إلى الدارقطنى وابن المنذر وابن مردويه.
(٢) سقط من: م.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
(٤) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٥٩ من طريق عمرو به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٨٩ من طريق الحكم عن عكرمة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٤٦ إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد.