للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والهاءُ في قولِه: ﴿عَلَيْهِ﴾. من ذكرِ "الظلِّ". ومعناه: ثم جعَلْنا الشمسَ على الظلِّ دليلًا.

وقيل: معنى دلالتِها عليه أنه لو لم تَكُنِ الشمسُ التي تَنْسَخُه، لم يُعْلَمْ أَنه شيءٌ، إذ كانت الأشياءُ إنما تُعْرَفُ بأضْدادِها، نظيرَ الحُلْوِ الذي إنما يُعْرَفُ بالحامضِ، والباردِ بالحارِّ، وما أشْبهَ ذلك.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾. يقولُ: طلوعُ الشمسِ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾. قال: تَحْوِيه (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ في قولِ اللهِ: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا﴾. قال: أَخْرَجَت ذلك الظلَّ فذهَبَت به (٣).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٠٢ من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٢ إلى ابن المنذر.
(٢) تفسير مجاهد ص ٥٠٥، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٠٢، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٢ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٠٣ من طريق أصبغ، عن ابن زيد.