للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يقولَ من كان على دينٍ: أنظرُ إلى حجةِ مَن هو على خلافي، لعلى أتبعُ ديني. وإنما يقالُ: أنظرُ إليها كى أزدادَ بصيرةً بدينى، فأقيمَ عليه. وكذلك قال قومُ فرعونَ، فإياه (١) عَنَوا بقيلِهم: ﴿لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ﴾.

وذُكِر (٢) أن اجتماعَهم للميقاتِ الذي اتَّعدَ للاجتماعِ فيه فرعونُ وموسى كان بالإسكندريةِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونس، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ﴾. قال: كانوا بالإسكندريةِ. قال: ويقالُ: بلغ ذنَبُ الحيةِ مَن وراءَ البحيرةِ يومئذٍ. قال: وهرَبوا، وأسلَموا فرعونَ، وهمَّت به، فقال: خُذْها يا موسى. قال: فكان (٣) مما بُلى (٤) النَّاسُ به (٥) منه أنه كان لا يضَعُ على الأرضِ شيئًا. قال: فأحدث يومئذٍ تحتَه. قال: وكان إرسالُه الحيةَ في القبةِ الحمراءِ (٦).

القولُ في تأويلِ قولهِ تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (٤١) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٢) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (٤٣) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (٤٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: فلما جاء السحَرةُ فرعونَ لوعدِ موسى (٧) وموعدِ فرعونَ،


(١) في م: "فإياها".
(٢) في م: "قيل".
(٣) بعده في م، ت ٢: "فرعون".
(٤) في م: "يلى".
(٥) سقط من: م.
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨٤ إلى المصنف.
(٧) في م: "لموسى".