للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقول الآخر (١):

وَقَدْ سَلَبَتْ عَصَاكَ بَنُو تَمِيمٍ … فَمَا تَدْرِي بأَيِّ عَصًا تَذُودُ

وبنحو الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿تَذُودَانِ﴾. يقولُ: تَحْبِسانِ.

حدَّثني العباسُ، قال: أخبَرنا يزيدُ، قال: أخبرنا الأصبعُ، قال: ثنا القاسمُ، قال: ثني سعيدُ بنُ جُبَيرٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ﴾: يعنى بذلك أنهما حابِسَتان (٢).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمن، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جُبَيرٍ في قوله: ﴿امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ﴾. قال: حَابِسَتَين (٣).

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ﴾. يقولُ: تَحبِسَانَ غَنمَهما (٤).

واختلَف أهلُ التأويل في الذي كانت عنه تذودُ هاتان المرأتان؛ فقال بعضُهم: كانتا تذودان غَنَمَهما عن الماءِ حتى يَصْدُرَ عنه مواشى الناس، ثم تسْقيان


(١) هو جرير، والبيت في ديوانه ص ٣٣٣.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٦٢ من طريق يزيد بن هارون به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢٥ إلى ابن المنذر، وهو جزء من حديث الفتون الطويل، وتقدم تخريجه في ١٦/ ٦٩.
(٣) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٦٢ معلقًا.
(٤) تقدم أوله في ص ١٥٠.