للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدنيا. قال معمرٌ: وقال قتادةُ: فكانا يعلِّمان الناسَ السحرَ، فأخِذ عليهما ألا يعلِّما (١) أحدًا حتى يقولا: ﴿إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾ (٢).

وحَدَّثَنِي موسي، قال: ثنا عمرُو بنُ حمّادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ: أما قولُه: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾. فهذا سحرٌ آخرُ خاصَموه به أيضًا. يقولُ: خاصَموه بما أنزِل على المَلَكَين، وأن كلامَ الملائكةِ فيما بينَهم، إذا علِمتْه الإنسُ فصُنِع وعمِل به كان سحرًا (٣).

وحَدَّثَنَا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾: فالسحرُ سِحران: سحرٌ تعلِّمُه الشياطينُ، وسحرٌ يعلِّمُه هاروتُ وماروتُ (٤).

وحَدَّثَنِي المثني، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: حَدَّثَنِي معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبى طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ﴾. قال: التفريقُ بينَ المرءِ وزوجِه (٥).

وحَدَّثَنِي يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ: ﴿وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ﴾. فقرَأ حتى بلَغ: ﴿فَلَا تَكْفُرْ﴾. قال: الشياطينُ والمَلَكان يعلِّمون الناسَ


(١) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "يعلمان".
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٥٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٩٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٩٦ إلى المصنّف.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٩٦ إلى المصنّف.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٨٨ (٩٩٦) من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٩٦ إلى ابن المنذر.