للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾. قال: قولُ كفارِ قريشٍ بمكةَ لمَن آمَن منهم، يقولُ: قالوا: لا نُبْعَثُ نحن ولا أنتم، فاتَّبِعونا، إن كان عليكم شيءٌ فهو علينا (١).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاك يقولُ في قولِه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: هم القادةُ مِن الكفارِ، قالوا لمَن آمَن مِن الأتْباعِ: اترُكوا دينَ محمدٍ واتَّبِعوا دينَنا (٢).

وهذا -أعنى قولَه: ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾ - وإن كان خرَج مَخْرَجَ الأمرِ، فإن فيه تأويلَ الجزاءِ، ومعناه ما قلتُ: إن اتَّبَعتُم سبيلَنا حَمَلْنا خَطاياكم. كما قال الشاعرُ (٣):

فقُلْتُ ادْعِى وأَدْعُ فَإِنَّ أَنْدَى … لِصَوْتٍ أَنْ يُنادِيَ دَاعِيَانِ

يريدُ: ادْعِى ولأَدْعُ. ومعناه: إِن دَعَوْتِ دَعَوتُ.

وقولُه: ﴿وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾. وهذا


(١) تفسير مجاهد ص ٥٣٤، ومن طريقه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٩/ ٣٠٣٩، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٤٢ إلى الفريابي وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم فى تفسيره ٩/ ٣٠٣٩ من طريق أبي معاذ به.
(٣) البيت غير منسوب فى معانى القرآن للفراء ٢/ ٤١٣، ومجالس ثعلب ص ٥٢٤، واللسان (ل و م)، ونسبه في الكتاب ٣/ ٤٥ إلى الأعشى، ونسبه فى أمالي القالي ٢/ ٩٠ إلى الفرزدق، ونسبه في السمط ٢/ ٧٢٦، واللسان (ن د ى) إلى دثار بن شيبان، ونسبه فى شرح المفصل ٧/ ٣٣ إلى ربيعة بن جشم، ونسبه فى شرح التصريح ٢/ ٢٣٩ إلى الأعشى أو الحطيئة.