للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما كان يكرهُ أن يُؤْذَى به، فبَرَّأَه اللَّهِ مما آذَوه به. وجائزٌ أن يكونَ ذلك [ما ذُكر أنَّهم قالوا: إنه آدَرُ. وجائزٌ أن يكونَ] (١) كان قيلَهم: إنه أبرصُ. وجائزٌ أن يكونَ كان ادّعاءَهم (٢) عليه قتلَ أخيه هارونَ. وجائزٌ أن يكونَ كلَّ ذلك؛ لأنه قد ذُكر كلُّ ذلك أنهم قد آذَوه به، ولا قولَ في ذلك أولى بالحقِّ مما قال اللَّهُ أنهم آذَوا موسى، فبَرَّأه اللَّهِ مما قالوا.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: يا أيُّها الذين صَدَّقوا اللَّهَ ورسولَه، اتَّقوا اللَّهَ أن تَعْصُوه، فتستحِقُّوا بذلك عقوبتَه.

وقولُه: ﴿وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾. يقولُ: قُولوا في رسولِ اللَّهِ والمؤمنين قَوْلًا قاصدًا غيرَ جائرٍ، حقًّا غيرَ باطلٍ.

كما حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ (٣)، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾. يقولُ: سَدادًا (٤).

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا عنبسةُ، عن الكلبيِّ: ﴿وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾. قال: صدقًا.


(١) سقط من: م، ت ١.
(٢) في ت ٢: "ادعاوهم".
(٣) بعده في ت ٢: "جميعا".
(٤) تفسير مجاهد ص ٥٥٢، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٤ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.