للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منى إلا بخفير (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾. قال: نَظَرَ الأعْيُنِ إلى ما نهَى اللهُ عنه (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾: أي يَعْلَمُ هَمْزَه بعينِه وإغْماضَه، فيما لا يُحِبُّ اللهُ ولا يَرْضاه (٣).

وقولُه: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ﴾. يقولُ: والأوثانُ والآلهةُ التي يَعْبُدُها هؤلاء المشركون باللهِ مِن قومِك من دونِه، لا يقْضون بشيءٍ؛ لأنها لا تَعْلَمُ شيئًا، ولا تَقْدِرُ على شيءٍ. يقولُ جلَّ ثناؤُه لهم: فاعْبُدوا الذي يَقْدِرُ على كلِّ شيءٍ، ولا يَخْفَى عليه شيءٌ مِن أعمالِكم، فيَجْزِى مُحْسِنَكم بالإحسانِ، والمسيءَ بالإساءةِ، لا ما لا يَقْدِرُ على شيءٍ، ولا يَعْلَمُ شيئًا، فيَعْرِفَ المحسنَ مِن المسيءِ، فيُثيبَ المحسنَ، ويُعاقِبَ المسيءَ.

وقولُه: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. يقولُ: إن الله هو السميعُ لِمَا تَنْطِقُ به ألسنتُكم أيها الناسُ، البصيرُ بما تَفْعلون مِن الأفعالِ، مُحيطٌ بكلِّ ذلك، مُحْصِيهِ


(١) في م: "بحقير"، وفي ت ٢، ت ٣: "بحفر". والمثبت كما تقدم في ١/ ٨٧. والأثر أخرجه الطبراني في الأوسط (١٢٨٣) من طريق عبد الله بن أحمد به، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ١/ ٣٢٣، والبيهقي في الشعب (٥٤٤٣)، من طريق على بن الحسين به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٤٩ إلى ابن أبي حاتم. وقوله: "قال الحسين: فقلت للأعمش .. إلخ" تقدم في ١/ ٨٧.
(٢) تفسير مجاهد ص ٥٨٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٤٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (١٧٤) من طريق يزيد به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٨٠ عن معمر عن قتادةَ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٤٩ إلى عبد بن حميد.