للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُرَنِّقَةِ (١) في البحرِ، تَضْرِبُها الأمْواجُ (٢) تَكَفَّأُ بِأَهلِها، أو كالقِنْدِيلِ المُعَلَّقِ بِالعَرْشِ تَرُجُّه (٣) الأَرْوَاحُ (٤)، فيَمِيدُ الناسُ على ظَهْرِها، فتَذْهَلُ المَراضِعُ، وتَضَعُ الحوامِلُ، وتشِيبُ الوِلْدانُ، وتطيرُ الشياطينُ هاربةً حتى تأتى الأقطارَ، فتَلَقَّاها الملائكةُ فتَضْرِبُ وُجُوهَها فتَرْجِعُ، ويُوَلِّي النَّاسُ مُدبِرِين، يُنادى بعضُهم بعضًا، وهو الذي يقولُ اللهُ: ﴿يَوْمَ التَّنَادِ (٣٢) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ﴾ " (٥).

فعلى هذا التأويلِ معنى الكلامِ: ويا قومِ إني أخافُ عليكم يومَ يُنادى الناسُ بعضُهم بعضًا مِن فَزَع نَفْخَةِ الفَزَعِ.

وقرأ ذلك آخرون: (يومَ التَّنادِّ). بتشديدِ الدالِ (٦)، بمعنى التَّفاعُلِ مِن النَّدِّ، وذلك إذا هرَبوا فنَدُّوا في الأرضِ، كما تَنِدُّ الإبلُ إذا شَرَدَتْ على أربابِها.

ذكرُ مَن قال ذلك كذلك، وذكرُ المَعْنَى الذي قصد بقراءَتِه ذلك كذلك

حدَّثني موسى بنُ عبدِ الرحمنِ المَسْروقيُّ، قال: ثنا أبو أسامةَ، عن الأَجْلَحِ،


(١) في م: "المرتعة"، وفى الأهوال: "المرفأة"، وفى الأحاديث الطوال والبداية والنهاية: "الموبقة"، وفى العظمة: "المرتفعة"، وفى البعث والنشور: "الموقرة"، وفى الدر المنثور: "الموسقة". والمُرَنِّقَة: يقال رَنَّقَتِ السفينةُ. إذا دارتْ في مكانها ولم تَسِرْ. النهاية ٢/ ٢٧٠.
(٢) في الدر المنثور: "الرياح".
(٣) في ص: "نرححه"، وفى ت ١، وتفسير ابن أبي حاتم: "ترججه"، وفى ت ٣: "ترحمه". وفي الأحاديث الطوال، والعظمة، والبعث والنشور، والبداية والنهاية: "ترجحه". وفى الدر المنثور: "تميلها".
(٤) في ت ١، ت ٣: "الأرياح". وفي الأحاديث الطوال: "الرياح الأرْواح"، وفي الدر المنثور: "الرياح". وتُجمع الرِّيح على أرواح، كما تجمع على رياح. ينظر تاج العروس (ر و ح).
(٥) تقدم تخريجه في ٣/ ٦١٣.
(٦) هي قراءة ابن عباس والضحاك وأبي صالح والكلبى. ينظر مختصر الشواذ ص ١٣٣، والمحتسب ٢/ ٢٤٣.