للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَهْنٌ وكذلك قراءةُ مَن قَرأ: (كُلُوا مِنْ ثُمُرِهِ) [الأنعام: ١٤١]. بضمِّ الثاءِ والميمِ (١)، ونظيرُ قولِ الراجزِ (٢):

حتى إذا بُلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ

وقد زعَم بعضُهم أن السُّقُفَ بضمِّ السينِ والقافِ، جمعُ سَقْفٍ، والرُّهُنَ بضمِّ الراءِ والهاءِ، جمعُ رَهْنٍ، فأغفَل وجهَ الصوابِ في ذلك، وذلك أنه غيرُ موجودٍ في كلامِ العربِ اسمٌ على تقدير (فَعْلِ) بفتح الفاء وسكونِ العينِ مجموعًا على (فُعُلٍ)، فيُجعلَ السُّقُفُ والرَّهُنُ منه.

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندى أنهما قراءتان مُتقاربتا المعنى، معروفتان في قَرَأةِ الأمصار، فبأيَّتِهما قَرأ القارئُ فمُصِيبٌ.

وقوله: ﴿وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ﴾. يقولُ: ومَرَاقىَ ودَرَجًا عليها يَصْعَدون، فيَظْهَرون على السُّقُفِ. والمعارجُ: هي الدَّرَجُ نفسها، كما قال المُثَنَّى بن جَنْدَلٍ (٣):

يا ربِّ ربَّ البيتِ ذى المعارجِ

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن


(١) ينظر ما تقدم في ٩/ ٤٤٩، ٤٥٠ في تفسير قوله: ﴿انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ﴾ [الأنعام: ٩٩].
(٢) معاني القرآن للفراء ٣/ ٣٢، واللسان (ح ل ق).
(٣) صوابه: جندل بن المثنى كما نسب في مجاز القرآن ٢/ ٢٠٤، وينظر سمط اللآلئ ٢/ ٦٤٤.