للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن الأغرِّ، عن مسلمِ (١) بنِ حيانَ، عن ابن يُرَيدةَ، عن أبيه بُرَيدةَ، قال: ملَكٌ قائمٌ على صخرةِ بيتِ المقدسِ، واضعٌ أُصْبُعَيْه في أُذنَيهِ ينادِي. قال: قلتُ: بماذا ينادِي؟ قال: يقولُ: يا أيها الناسُ هلُمُّوا إلى الحسابِ. قال: فيُقبِلُون كما قال اللَّهُ: ﴿كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾ (٢) [القمر: ٧].

وقولُه: ﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: يومَ يسمعُ الخلائقُ صيحةَ البعثِ من القبورِ بالحقِّ، يعني بالأمرِ بالإجابةِ للَّهِ إلى موقفِ الحسابِ.

وقولُه: ﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾. يقولُ: ذلك يومُ خروجِ أهلِ القبورِ من قبورِهم.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (٤٤)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: إنّا نحن نُحيي الموتَى ونميتُ الأحياءَ، وإلينا مصيرُ جميعِهم يومَ القيامةِ،

﴿يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا﴾. يقولُ جلّ ثناؤُه: وإلينا مصيرُهم يومَ تَشَقَّقُ الأرضُ، فـ "اليومَ" من صلةِ "مصير".

[وقولُه: ﴿تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا﴾. يقولُ: تصَدَّعُ الأرضُ عنهم] (٣). وقوله: ﴿سِرَاعًا﴾. ونصَب ﴿سِرَاعًا﴾ على الحالِ مِن الهاءِ والميمِ في قولِه: ﴿عَنْهُمْ﴾. والمعنى: يومَ تَشَقَّقُ الأرضُ عنهم، فيخرجون منها سِراعًا (٤)،


(١) في الأصل: "سليمان".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١١١ إلى المصنف.
(٣) سقط من: الأصل.
(٤) سقط من: الأصل.