للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: بل معنى ذلك أنها مَصْفوفةٌ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ﴾. يقولُ: مَصْفوفةٍ (١).

وقولُه: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: مُتَّكِئين على السُّرُرِ الموضونةِ، مُتَقابِلين بوجوهِهم، لا يَنْظُرُ بعضُهم إلى قفا بعضٍ.

كما حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مهرانُ، عن سفيانَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: ٤٧]. قال: لا يَنْظُرُ أحدُهم في قفا صاحبِه (٢).

وذُكِر أن ذلك في قراءةِ [ابنِ مسعودٍ] (٣): (مُتَّكئينَ عليها ناعمين) (٤).

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، عن شعبةَ، عن أبي إسحاقَ: في قراءةِ عبدِ اللَّهِ، يعني ابنَ مسعودٍ: (متكئين عليها ناعمين) (٥).

وقد بيَّنا ذلك في غيرِ هذا الموضعِ، وذكَرْنا ما فيه من الروايةِ (٦).

وقولُه: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: يَطوفُ على


(١) أخرجه البيهقي في البعث والنشور (٣٤٧) من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٥ إلى ابن المنذر.
(٢) تقدم تخريجه في ١٤/ ٨٠.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عبد الله".
(٤) وهي قراءة شاذة لمخالفتها رسم المصحف.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥٥ إلى المصنف.
(٦) ينظر ما تقدم في ١٤/ ٨٠.