للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الناسُ، ﴿وَلِلْكَافِرِينَ﴾ بها، وهم جاحِدو هذه الحدودِ وغيرِها مِن فرائضِ اللَّهِ أن تكونَ مِن عندِ اللَّهِ - ﴿عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. يقولُ: عذابٌ مؤلِمٌ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (٥)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: إنَّ الذين يُخالفون اللَّهَ في حدودِه وفرائضِه، فيجعلون حدودًا غيرَ حدودِه، وذلك هو المحادَّةُ للَّهِ ولرسولِه.

وأما قتادةُ فإنه كان يقولُ في معنى ذلك، ما حدَّثنا به بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾. يقولُ: يعادُون اللَّهَ ورسولَه (١).

وأما قولُه: ﴿كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾. فإنه يعني: غِيظُوا وأُخْزُوا كما غِيظ الذين من قبلِهم مِن الأممِ الذين حادُّوا اللَّهَ ورسولَه، وخُزُوا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾: خُزوا كما خُزِي الذين مِن قبلِهم (٢).

وكان بعضُ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ يقولُ: معنى ﴿كُبِتُوا﴾ أُهلِكوا.

وقال آخرُ منهم: يقولُ: معناه غِيظوا وأُخْزُوا يومَ الخندقِ، ﴿كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٨٣ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في الفتح ٨/ ٦٢٨ - من طريق سعيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٨٣ إلى عبد بن حميد.