للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأنساهم ذكرَ اللهِ، ﴿أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ﴾. يعني: جندُه وأتباعُه، ﴿أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾. يقولُ: ألَا إِنَّ جندَ الشيطانِ وأتباعَه هم الهالكون المَغْبونون في صَفْقَتِهم.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: إنَّ الذين يخالفون اللهَ ورسولَه في حدودِه، وفيما فرَض عليهم (١) من فرائضِه فيُعادُونه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾. يقولُ: يُعادُون اللهَ ورسولَه.

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ بنحوِه (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾. قال: يُعادون، يُشاقُّون (٣).

وقولُه: ﴿أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: هؤلاءِ الذين يُحادُّون اللَّهَ ورسولَه في أهلِ الذِّلةِ؛ لأن الغلبةَ للهِ ورسولِه.


(١) زيادة من: م.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢٨١ عن معمر به.
(٣) تفسير مجاهد ص ٦٥١. ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٣٧.