للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم يَرْجِعُ يَرْفَعُ برَّنا ومُسِيئَنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأَيناه فيها أوَّلَ مرةٍ، فيقولُ: أنا ربُّكم. فيقولون: نعَمْ أنت ربُّنا. ثلاثَ مرارٍ" (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عبد الله بن عبدِ الحكمِ، قال: ثني أبي وشعيبُ (٢) بنُ الليثِ، عن الليثِ، قال: ثنا خالدُ بن يزيدَ، عن ابنِ (٣) أبي هلالٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ ابنِ يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدرىِّ، أن رسولَ اللهِ قال: "يُنادى مناديه فيقولُ: ليَلْحَقْ كلُّ قومٍ بما كانوا يَعْبُدون. فيَذْهَبُ أصحابُ الصليبِ مع صليبِهم، وأصحابُ الأوثانِ مع أوثانِهم، وأصحابُ كلِّ آلهةٍ معَ آلهتِهم، حتى يَبْقَى مَن كان يَعْبُدُ اللهَ من برٍّ وفاجرٍ وغُبَّراتِ أهلِ الكتابِ، ثم يُؤْتَى بجهنمَ تُعْرَضُ كأنها سرابٌ". ثم ذكَر نحوَه، غيرَ أنه قال: "فإنا ننتظِرُ ربَّنا". فقال -إن كان قاله-: "فيأتيهم الجبارُ". ثم حدَّثنا الحديثَ نحوَ حديثِ المسروقيِّ (٤).

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ المحاربيُّ، عن إسماعيلَ بنِ رافعٍ المدنىِّ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن رجلٍ من الأنصارِ، عن أبى هريرةَ، أن رسولَ اللهِ قال: "يَأْخُذُ اللهُ للمظلومِ من الظالمِ، حتى إذا لم يَبْقَ تَبِعةٌ لأحدٍ عندَ أحدٍ "جعَل اللهُ ملكًا من الملائكةِ على صورةِ عزيرٍ فتتبَعُه اليهودُ، وجعَل الله ملكًا من الملائكةِ على صورةِ عيسى فتَتْبَعُه النصارَى، ثم نادَى منادٍ أسمَع الخلائقَ كلَّهم، فقال: ألا ليَلْحَقْ كلُّ قومٍ بآلهتِهم وما كانوا يَعْبُدون من دونِ اللهِ. فَلَا يَبْقَى أَحدٌ


(١) أخرجه مسلم (١٨٣/ ٣٠٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٦٣٥) وعبد الله في السنة (٤٢٩) مختصرا، وابن خزيمة في التوحيد ص ٢٠٠، وأبو عوانة في مسنده ١/ ١٦٦ - ١٦٨، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (٢٧٧)، وابن منده فى الإيمان (٨١٦)، وفي الرد على الجهمية (١)، والحاكم ٤/ ٥٨٢ - ٥٨٤ من طريق جعفر بن عون به، وأخرجه أحمد ١٧/ ٢٠٢ - ٢٠٤ (١١١٢٧)، والبخاري (٤٥٨١)، ومسلم (١٨٣/ ٣٠٢) من طريق زيد بن أسلم به.
(٢) في النسخ: "سعيد". والمثبت مما تقدم.
(٣) سقط من النسخ، والمثبت مما تقدم
(٤) تقدم تخريجه في ١٥/ ٦٠٣، ٦٠٤.