للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العلمِ يقولُ: وجَدْتُ أَكْيَسَ النَّاسِ مَن قال: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ (١).

وقولُه: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾. يقولُ: إني عَلِمْتُ أنى ملاقٍ حسابِيَه، إذا وَرَدْتُ يومَ القيامةِ على ربِّى.

وبنحوِ الذي قلنا في تأويلِ قولِه: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ﴾ قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾. يقولُ: أَيقَنْتُ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدٌ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾: ظنَّ ظَنًّا يَقِينًّا، فنفعه اللهُ بظنِّه (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾. قال: إِنَّ الظَّنَّ مِن المؤمنِ يقينٌ، وإنَّ "عسى" مِن اللهِ واجبٌ، ﴿فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: ١٨]. و: ﴿فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ﴾ [القصص: ٦٧].

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ﴾. قال: ما كان من ظنِّ الآخرة فهو عِلْمٌ (٣).

حدَّثنا ابنُ حُميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، قال:


(١) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٦/ ٢٦١ إلى عبد بن حميد.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/ ٤٩ - من طريق عبد الله بن صالح به.
(٣) أخرجه عبد الرزاق فى تفسيره ٢/ ٣١٥ عن معمر به.