للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالذي حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: حدَّثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ يقولُ: لا تُغلَبُنَّ على قبلتِكم (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ قال: الأعمالُ الصالحةُ (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٤٨)﴾.

ومعنى قولِه: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا﴾ في أيِّ مكانٍ وبقعةٍ تهلِكونَ فيه، يأتِ بكم اللهُ جميعًا يومَ القيامةِ: ﴿إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

كما حُدِّثتُ عن عمارٍ، قال: حدَّثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا﴾ يقولُ: أينما تكونوا يأتِ بكم اللهُ جميعًا يومَ القيامةِ (٣).

حدَّثنا موسى، قال: حدَّثنا عمرٌو، قال: حدَّثنا أسباطُ، عن السُّديِّ: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا﴾. يعني يومَ القيامةِ (٤).

وإنما حَضَّ اللهُ المؤمِنين بهذه الآيةِ على طاعتِه، والتزوُّدِ في الدنيا للآخرةِ، فقال جلَّ ثناؤه لهم: فاستبِقُوا أيها المؤمنون إلى العملِ بطاعةِ ربِّكم، ولُزومِ ما هَداكم له من قبلةِ إبراهيمَ خليلِه، وشرائِعِ دينِه، فإن اللهَ يأتي بكم وبمن خالفَ قبلَتَكم (٥) ودينَكم


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٤٨ إلى المصنف.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٤٨ إلى المصنف، وسقط متنه من المطبوع. وينظر فتح القدير ١/ ١٥٨.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٥٨ عقب الأثر (١٣٨٢) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٥٨ عقب الأثر (١٣٨٢) عن أبي زرعة، عن عمرو بن حماد به.
(٥) في م: "قبلكم".