للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الساحرُ: ما حبَسَك؟ فقل: حبَسنى أهلى، وإذا قال أهلُك: ما حبَسَك؟ فقل: حبَسنى الساحرُ. فبينَما هو كذلك إذ مرَّ في طريقٍ وإذا دابَّةٌ عظيمةٌ في الطريقِ قد حبَسَتِ الناسَ لا تَدَعُهم يجُوزُون، فقال الغلامُ: الآن أعلَمُ أمرُ الساحرِ أَرْضَى عندَ اللهِ أمْ أمرُ الراهبِ؟ قال: فأَخَذ حَجَرًا". قال: "فقال: اللَّهمَّ إِنْ كان أمرُ الراهبِ أحبَّ إليك من أمرِ الساحرِ، فإنى أرْمِى بحَجَرِى هذا فيقتُلُه ويمُرُّ الناسُ". قال: "فرَماها فقتَلها، وجاز الناسُ، فبلَغ ذلك الراهبَ". قال: "وأتاه الغلامُ، فقال الراهبُ للغلامِ: إنَّك خيرٌ منى، وإن ابْتُلِيتَ فلا تَدُلُّنَّ عليَّ". قال: "وكان الغلامُ يُبْرِئُ الأَكْمهَ والأبْرصَ وسائرَ الأدواءِ، وكان للملِكِ جليسٌ". قال: "فعَمِى". قال: "فقِيل له: إنَّ ههنا غُلامًا يُبْرِئُ الأَكْمهَ والأبْرصَ وسائرَ الأدواءِ، فلو أتيتَه؟. قال: "فاتَّخَذ له هَدَايا". قال: "ثم أتاه فقال: يا غلامُ، إِنْ أَبْرَأْتُنى فهذه الهَدَايَا كلُّها لك. فقال: ما أنا بشافيكَ (١)، ولكنَّ اللَهَ يَشفِي، فإن (٢) آمَنْتَ دعوتُ اللَهَ أَنْ يَشْفِيَك". قال: "فآمَن الأعمى، فدعا الله فشَفاه، فقعَد الأعمى إلى الملكِ كما كان يقعُدُ، فقال له الملِكُ: أليس كنتَ أعمى؟ قال: نعم. قال: فمن شَفاك؟ قال: رَبِّي. قال: ولك ربٌّ غيرِى؟ قال: نعم، ربَّى وربُّك اللهُ". قال: "فأخَذه بالعذابِ فقال: لتَدُلُّنَّني على مَن علَّمك هذا". قال: "فدلَّ على الغلامِ، فدعا الغلامَ فقال: ارْجِعْ عن دينِك". قال: "فأبى الغلامُ". قال: "فأَخَذه بالعذابِ". قال: "فدلَّ على الراهبِ، فأخَذ الراهب، فقال له (٣): ارْجِعْ عن دينِك. فأبَى". قال: "فوَضَع المِنْشارَ على هامَتِه فشَقَّه حتى بلغ الأرضَ". قال: "وأخذ الأعمى فقال: لترْجِعنَّ أو لأقْتُلنَّك". قال: "فأبَى الأعمى (٤)، فوضع المِنْشارَ على هامَتِه، فشَقَّه حتى بلَغ


(١) في ص: "يشفيك"، وفى م: "بطبيب يشفيك".
(٢) في ص، م: "فإذا".
(٣) سقط من: م.
(٤) بعده في ت ١، ت،٢ ت ٣: "قال".