للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (١٨) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾. قال: في الصحف التي أنزَلها اللهُ على إبراهيمَ وموسى، أنَّ الآخرةَ خيرٌ من الأُولى (١).

وأَوْلَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قولُ مَن قال: إِنَّ قولَه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ لفى الصُّحُفِ الأُولى؛ صحفِ إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ، وصحفِ موسى ابن عمرانَ.

وإنما قلتُ: ذلك أَوْلَى بالصحةِ من غيرِه؛ لأنَّ "هذا" إشارةٌ إلى حاضرٍ، فَلأَنْ يكونَ إشارةً إلى ما قَرُب منها، أولى مِن أنْ يكونَ إشارةً إلى غيرِه. وأما الصحفُ فإنها جمعُ صحيفةٍ، وإنما عُنِى بها كتبُ إبراهيمَ وموسى.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن أبي الجَلْدِ، قال: نزَلت صحفُ إبراهيمَ في أوَّلِ ليلةٍ من رمضانَ، وأُنزِلَتِ التوراةً لستِّ ليالٍ خَلَوْن مِن رمضانَ، وأُنزِل (٢) الزَّبورُ لاثنتَىْ عَشْرَةَ ليلةً، وأُنزِل الإنجيلُ لثماني عَشْرةَ، وأُنزِل الفرقانُ لأربعٍ وعشرين (٣).

آخرُ تفسيرِ سورةِ سبحِ اسمَ ربِّك الأعلى


(١) ذكره القرطبي في تفسيره ٢٠/ ٢٤، وابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٠٥.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أنزلت".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عشرة".
والأثر أخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٢٩٤ من طريق سعيد به مختصرا بآخره، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٥ إلى عبد بن حميد.