للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكرَمِ، ليقُمِ الحمَّادون لله على كلِّ حالٍ. قال: فيقومون فيَسْرَحون إلى الجنةِ، ثم ينادى الثانيةَ: ستعلمون اليومَ مَن أصحابُ الكرمِ، أين الذين كانت ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [السجدة: ١٦]؟ فيقومون (١) فيَسْرَحون إلى الجنةِ، ثم ينادِى الثالثَة: ستعلمون اليومَ مَن أصحابُ (٢) الكرَمِ، أين الذين كانوا (١) ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ [النور: ٣٧]. فيقومون فيَسْرحون إلى الجنةِ، فإذا أخَذ من هؤلاءِ الثلاثةِ (٣) خرَج عُنُقٌ مِن النارِ، فأشرَف على الخلائقِ، له عينان تُبْصِران، ولسانٌ فصيحٌ، فيقولُ: إنى وُكِّلْتُ منكم بثلاثةٍ؛ بكلِّ جبارٍ عنيدٍ. فيَلْقُطُهم مِن الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السِّمْسمِ، فيُخيَّسُ (٤) بهم في جهنمَ، ثم يخرجُ ثانيةً فيقولُ: إنى وُكِّلْتُ منكم بمَن آذى الله ورسولَه. فيَلْقُطُهم لقطَ الطيرِ حبَّ السَّمْسمِ، فيُخَيَّسُ (٥) بهم في جهنمَ، ثم يخرجٌ ثالثةً - قال عوفُ: قال أبو المنهال: حسِبْتُ أنه يقولُ: وُكِّلْتُ بأصحابِ التصاويرِ. فيُلْقُطهم من الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبَّ السِّمْسمِ، فيُخَيَّسُ (٦) بهم في جهنمَ، فإذا أُخِذ من هؤلاء الثلاثةِ، ومِن


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) في الأصل: "أهل".
(٣) في النسخ، هنا وفى الموضعين التاليين: "ثلاثة". والتصويب من زوائد الزهد ومن الأهوال.
(٤) في الأصل، ت:٢ "فنحلس"، وغير منقوطة في ص، وفى م، ت ٣، وزوائد الزهد: "فيحبس". والكلمة مطموسة في ت ١، والمثبت كما في الأهوال. والتخييسُ هنا الحبس. ويقال: خاس فلانٌ. إذا لزم موضعه. والمخيّس، كمُعظَّم ومُحدَّث: السجن لأنه يُخيَّس فيه المحبوس. ويقال أيضًا: خاس الرجلُ: ذلّ. لازم ومتعدٍّ. ينظر التاج (خ ى س).
(٥) في الأصل، ص غير منقوطة، وفى م، ت، ت: (فيحبس)، وفي ت ١ مطموسة.
(٦) في الأصل: "فتحنس"، وفى ص غير منقوطة، وفى م، ت ٢ ت ٣: "فيحبس"، وفي ت ١ مطموسة.