للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد بيَّنتُ معنى "العهدِ" فيما مضَى بما أغنَى عن إعادتِه (١).

القولُ في تأويلِ قوله جلَّ ثناؤُه: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ﴾.

قد بيَّنا تأويلَ "الصَّبرِ" فيما مضَى قَبلُ (٢).

فمعنى الكلامِ: والمانِعين أنفسَهم في البأساءِ والضرَّاءِ وحينَ البأسِ مما يكْرَهُه اللهُ لهم، والحابِسيها على ما أمَرهم به من طاعتِه.

ثم قال أهلُ التأويلِ في معنى ﴿الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾، بما حدثني به الحسينُ بنُ عَمرِو بنِ محمدٍ العَنْقزيُّ، قال: حدثنا أبي، وحدَّثني موسى، قال: حدثنا عمرٌو، قالَا جميعًا: حدثنا أسباطُ، عن السُّديِّ، عن مُرَّةَ الهَمدانيِّ، عن ابنِ مسعودٍ أنه قال: أمَّا البأساءُ فالفقرُ، وأمَّا الضرَّاءُ فالسُّقْمُ (٣).

حدثنا سفيانُ بنُ وكيعٍ قال: حدثنا أبي، وحدثني المُثَنَّى، قال: حدثنا الحِمَّانيُّ، قالَا جميعًا: حدثنا شَريكٌ، عن السُّدِّيِّ، عن مُرَّةَ، عن عبدِ اللهِ في قولِه: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾. قال: البأساءُ الجوعُ، والضراءُ المرضُ (٤).

حدثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: حدثنا أبو أحمدَ، قال: حدثنا شَريكٌ، عن السُّديِّ، عن مُرَّةَ، عن عبدِ اللهِ، قال: البأساءُ الحاجةُ، والضرَّاءُ المرضُ.


(١) ينظر ما تقدم في ١/ ٤٣٥، ٤٣٦.
(٢) ينظر ما تقدم في ١/ ٦١٧.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩١ (١٥٦٥) من طريق عمرو العنقزي به. وأخرجه الحاكم ٢/ ٢٧٣ من طريق عمرو بن حماد به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٧٢ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ. وستأتي بقيته في ص ٩١.
(٤) أخرجه وكيع - كما في الدر المنثور ١/ ١٧٢ - ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٩١ (١٥٦٣) بلفظ: ﴿الْبَأْسَاءِ﴾ قال: الفقر.