للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لم يخالِفْ ذلك أحدٌ يجوزُ الاعتراضُ به على الأُمّةِ. وإذا كان ذلك (١) إجماعًا، فالواجبُ أن يكونَ سبيلُ كلِّ مَن كان زائلَ العقلِ جميعَ شهرِ الصومِ سبيل المغمَى عليه. وإذا كان ذلك كذلك، كان معلومًا أن تأويلَ الآيةِ غيرُ الذى تأوَّلَها به (١) قائلو هذه المقالةِ من أنه شُهودُ الشهرِ أو بعضِه مُكلَّفًا صومَه. فإذا بطَل ذلك فتأويلُ المتأوِّلِ الذى زعَم أن معناه: فمن شهِد أولَه مقيمًا حاضرًا فعليه صومُ جميعِه. أبْطَلُ وأفْسَدُ، لتظاهرِ الأخبارِ عن رسولِ اللهِ أنه خرَج عامَ الفتحِ من المدينةِ في شهرِ رمضانَ بعد ما صامَ بعضَه فأفطر وأمرَ أصحابَه بالإفطارِ.

حدَّثنا هنادٌ، قال: ثنا أبو الأحْوصِ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: سافرَ رسولُ اللهِ في رمضانَ من المدينةِ إلى مكةَ، حتى إذا أتى عُسْفانَ (٢) نزَل به، فدعا بإناءٍ فوضَعه على يدِه ليراهُ الناس، ثم شرِبَه (٣).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ وسفيانُ بنُ وكيعٍ، قالا: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن طاوسٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن رسولِ اللهِ بنحوِه (٤).


= يصاب به. التاج (برسم).
(١) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٢) عسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، وقيل: بين المسجدين، وهى من مكة على مرحلتين، وقيل: قرية جامعة على ستة وثلاثين ميلا من مكة وهى حد تهامة. سميت عسفان لتعسف الليل بها. معجم البلدان ٣/ ٦٧٣.
(٣) أخرجه الطيالسى (٢٧٦٦)، وأحمد ٥/ ٢٤٩ (٣١٦٢)، والنسائى (٢٢٨٩)، وابن ماجة (١٦٦١)، والمصنف في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) ص ٩٥، ٩٦، والبغوى في الجعديات (٨٢٠)، والطحاوى في شرح المعانى ٢/ ٦٤، ٦٥، من طرق عن منصور به. وأخرجه النسائى (٢٢٨٧)، والطبرانى (١١٠٥٣)، وابن عبد البر في التمهيد ٩/ ٦٧، ٦٨ من طريق الحكم، عن مجاهد، به.
(٤) أخرجه المصنف في تهذيب الآثار (مسند ابن عباس) ص ٩٣، وأخرجه البخارى (٤٢٧٩)، ومسلم (١١١٣)، والنسائى (٢٢٩٠)، وابن خزيمة (٢٠٣٦) من طريق جرير به.