للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني جل ثناؤُه بقولِه: ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ﴾: فمن أوجَب الحجَّ على نفسِه، وألزَمها إياه فيهنَّ، يعني في الأشهرِ المعلوماتِ التي بيَّنَّاها (١). وإيجابُه إياه على نفسِه العزْمُ على عملِ جميعِ ما أوجَب اللَّهُ على الحاجِّ عَمَلَه، وتَرْكِ جميعِ ما أمَره اللَّهُ بتركِه.

وقد اختلَف أهلُ التأويلِ في المعنى الذي يكونُ به الرجلُ فارضًا الحَجَّ، بعدَ إجماعِ جميعِهم على أن معنى الفرضِ الإيجابُ والإلزامُ؛ فقال بعضُهم: فرْضُ الحجِّ الإهلالُ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: حدَّثنا أبو أحمدَ، قال: حدَّثنا ورقاءُ المدائنيُّ (٢)، عن عبدِ اللَّهِ (٣) بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ قولَه: ﴿فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ﴾. قال: من أهَلَّ بحَجٍّ (٤).

حدَّثنا سفيانُ بنُ وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبي، [عن سفيانَ] (٥)، وحدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا الثوريُّ، عن العلاءِ بنِ المسيَّبِ، عن عطاءٍ، قال: التَّلْبيةُ (٦).


(١) في م: "بينها".
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) بعده في م: "المدني"، وبعده في ت ١، ت ٢، ت ٣: "المدائني".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٤٦ (١٨٢٠)، والدارقطني ٢/ ٢٢٧، والبيهقي ٤/ ٣٤٣ من طريق ورقاء به بنحوه.
(٥) سقط من: م.
(٦) تفسير سفيان ص ٦٣، وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (تفسير - ٣٣٥)، وابن أبي شيبة ص ٢١٩ (القسم الأول من الجزء الرابع) من طريق العلاء به.