للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعيرِه، فجعَل يَلويه، وهو يرتجزُ ويقولُ (١):

وهُنَّ يَمْشِينَ بِنا هَمِيسَا (٢)

إن تَصْدُقِ الطيرُ نَنِكْ لَمِيسَا (٣)

قال: فقلت: أترفُثُ وأنت مُحرِمٌ؟! قال: إنما الرفثُ ما قيل عند النساءِ (٤).

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: حدَّثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن رجلٍ، عن أبي العاليةِ الرِّياحِيِّ، عن ابنِ عباسٍ أنه كان يحْدُو وهو محرمٌ، ويقولُ:

وهُنَّ يَمْشِينَ بِنا هَمِيسَا

إن تَصْدُقِ الطيرُ نَنِكْ لَمِيسَا

قال: قلتُ: تكلَّمُ بالرَّفَثِ وأنت مُحرِمٌ؟! قال: إنما الرَّفَثُ ما قيل عند النساءِ (٥).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرَني يونسُ، أن نافعًا أخبرَه أن عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ كان يقولُ: الرَّفَثُ إتيانُ النساءِ، والتكلُّمُ بذلك للرجالِ والنساءِ، إذا ذكَروا ذلك بأفواهِهم (٦).


(١) الرجز بلا نسبة في المحرر الوجيز ١/ ٥٥٥، والبحر المحيط ٢/ ٢٧، وتفسير البغوي ١/ ٢٦٦.
(٢) الهميسُ: هو صوت نقل أخفاف الإبل. اللسان (هـ م س). وينظر كلام المصنف في تفسير الآية ١٠٨ من سورة طه.
(٣) اللَّمِيس: المرأة الناعمة الملمس، وعلم للنساء. التاج (ل م س). وينظر تعريف المصنف للَّميس في تفسير الآية ٤٣ من سورة النساء.
(٤) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٣٤٥ - تفسير)، ومن طريقه البيهقي ٥/ ٦٧ - والبخاري في الكبير ٣/ ٣ من طريق عوف به، ولم يذكر البخاري متنه.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٣٤٤ عن المصنف.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٤٦ (١٨٢٢) عن يونس بن عبد الأعلى به. وذكره ابن كثير في =