للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا ابنُ عُيَينةَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، قال: قال ابنُ عباسٍ: كانت ذو المَجازِ وعُكاظٌ مَتْجَرًا للناسِ في الجاهليةِ، فلما جاء الإسلامُ ترَكوا ذلك حتى نزَلت: (ليس عليكم جُناحٌ أنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكم في مواسمِ الحَجِّ) (١).

حدَّثني أحمدُ بنُ حازمٍ والمثنى بنُ إبراهيمَ، قالا: حدَّثنا أبو نُعَيمٍ، قال: حدثنا سفيانُ، عن محمدِ بنِ سُوقةَ، قال: سمِعتُ سعيدَ بنَ جبيرٍ يقولُ: كان بعضُ (٢) الحَاجِّ يُسَمَّوْن الدَّاجَّ (٣)، فكانوا ينزِلون في الشِّقِّ الأيسرِ من مِنًى، وكان الحَاجُّ ينزِلون عندَ مسجدِ مِنًى، فكانوا لا يتَّجِرون، حتى نزَلت: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فحَجُّوا.

حدَّثني أحمدُ بنُ حازمٍ، قال: حدَّثنا أبو نُعيمٍ، قال: حدَّثنا عمرُ بنُ ذَرٍّ، عن مجاهدٍ، قال: كان الناسُ يَحُجُّون ولا يَتَّجِرون، حتى نزَلت: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ فرُخِّص لهم في المَتْجَرِ والرُّكوبِ والزادِ (٤).


(١) أخرجه سفيان - كما في الدر المنثور ١/ ٢٢٢ - ومن طريقه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٧٨، وسعيد بن منصور في سننه (٣٥٠ - تفسير)، وابن أبي شيبة ص ١٧٧ (القسم الأول من الجزء الرابع)، والبخاري (٢٠٥٠، ٢٠٩٨، ٤٥١٩)، وابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٥١ (١٨٤٦)، والطبراني (١١٢١٣)، والبيهقي ٤/ ٣٣٣. وأخرجه أبو داود (١٧٣٤)، وابن أبي داود في المصاحف ص ٧٤، والحاكم ١/ ٤٤٩، ٤٨١، ٢/ ٢٧٦، وابن خزيمة (٣٠٥٤)، والبيهقي ٤/ ٣٣٤ من طريق عبيد بن عمير، عن ابن عباس، وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٢) زيادة من: م.
(٣) الداج: الذين مع الحاج من الأجراء والمكارين والأعوان ونحوهم؛ لأنهم يدجون على الأرض، أي: يدبون ويسعون في السفر. اللسان (د ج ج).
(٤) تقدم تخريجه في ص ٥٠٣.