للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحارثِ (١) بنِ كعبٍ، عن محمدِ بنِ كعبٍ، قال: إن ابنَ عباسٍ كان يقولُ: اسْقِ نَباتَك من حيثُ نباتُه (٢).

حُدِّثْتُ عن عمارٍ، قال: ثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ قولَه: ﴿فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾. يقولُ: مِن أين شئْتُم (٣). ذكِر لنا، واللهُ أعلمُ، أن اليهودَ قالوا: إن العربَ يأتون النساءَ من قِبَلِ أعجازِهنَّ، فإذا فعَلوا ذلك جاء الولدُ أحولَ، فأكْذَب اللهُ أُحْدُوثَتَهم، فقال: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾.

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا حَجَّاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن مجاهدٍ، قال: يقولُ: ائتوا النساءَ في غيرِ (٤) أدبارِهن على كلِّ نحوٍ.

قال ابنُ جُريجٍ: سمِعتُ عطاءَ بنَ أبي رباحٍ قال: تذاكرْنا هذا عندَ ابنِ عباسٍ، فقال ابنُ عباسٍ: ائْتوهنَّ من حيثُ شِئتُم، مقبِلةً ومدبِرةً. فقال رجلٌ: كأن هذا حلالٌ! فأنكر عطاءٌ أن يكونَ هذا هكذا، وأنكره. كأنه إنما يُرِيدُ الفرجَ، مقبلةً ومدبرةً في الفرجِ.

وقال آخَرون: معنى قولِه: ﴿أَنَّى شِئْتُمْ﴾: متى شِئتم.


(١) كذا في النسخ، ولعله تحريف. وينظر مصدرى التخريج.
(٢) أخرجه النسائي في الكبرى (٩٠٠٣) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد، عن عثمان بن كعب، عن محمد بن كعب به. وأخرجه البيهقى ٧/ ١٩٦ من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردى، عن يزيد، عن محمد بن كعب به.
(٣) ينظر التبيان ٢/ ٢٢٣.
(٤) سقط من النسخ، وهى زيادة لا بد منها، إذ المشهور عن مجاهد في مسألة الوطء في الدبر أنه لا يحله، وقد أخرج ابن أبي شيبة ٤/ ٢٣٢ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: ائتوا النساء في أقبالهن على كل نحو. وينظر المغنى ١٠/ ٢٢٦، وتفسير القرطبى ٣/ ٩١ - ٩٦، وتفسير ابن كثير ١/ ٣٨٦ - ٣٨٩.