للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد بيَّنا معنى "أَنَّى" (١)، ومعنى "المُلْكِ" فيما مضَى (٢)، فأغنَى ذلك عن إعادتِه في هذا الموضعِ.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾.

يعني تعالى ذكرُه بقولِه: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ﴾: قال نبيُّهم شَمْوِيلُ لهم: إن الله اصطَفاه عليكم. يعني: اختَاره عليكم.

كما حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: حدَّثنا أبى، قال: حدَّثني عمي، قال: حدَّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ﴾: اختارَه عليكم (٣).

حدَّثني المثنى، قال: حدَّثنا إسحاقُ، قال: حدَّثنا أبو زُهَيرٍ، عن جُوَيبرٍ، عن الضحاكِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ﴾. قال: اختاره عليكم.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ﴾: اختاره (٤).

وأما قولُه: ﴿وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ فإنه يعنى بذلك: إن الله بسَط له في العلمِ والجسمِ، وآتاه من العلمِ فضلًا على ما آتَى غيرَه من الذين خُوطِبوا بهذا الخطابِ، وذلك أنه ذكَر أنه أتاه وحْيٌ من اللهِ، وأما في الجسمِ، فإنه


(١) ينظر ما تقدم في ٣/ ٧٤٥ - ٧٦١.
(٢) ينظر ما تقدم في ١/ ١٥٠، ٢/ ٤٠٧.
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢ ت ٣.
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٤٦٥ (٢٤٥٧) عن محمد بن سعد به.
(٤) ينظر التبيان ٢/ ٢٩١.