للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيه، فمرَّ بحَجَرٍ، فقال: يا داودُ، خُذْنى فاجعَلْنى في مِخْلاتِك تقتُلْ بى جالوتَ، فإنى حَجَرُ يعقوبَ. فأخَذه فجعَله في مِخْلاتِه، [ثم مضَى] (١)، فبَيْنا هو يمشِى إذ مرَّ بحجَرٍ آخَرَ، فقال: يا داودُ، خُذْنى فاجعَلْنى في مِخْلاتِك تقتُلْ بى جالوتَ، فإنى حجرُ إسحاقَ. فأخَذه فجعَله في مِخْلاتِه، ثم مضَى، فبَيْنا هو يمشى إذ مرَّ بحجرٍ، فقال: يا داودُ، خُذْنى فاجعَلْنى في مِخْلاتِك تقتُلْ بى جالوتَ، فإنى حجرُ إبراهيمَ. فأخَذه فجعَله في مِخْلاتِه، ثم مضَى بما معه حتى انتهى إلى القومِ، فأعطَى إخوتَه ما بُعِث إليهم معه، وسَمِع في العسكرِ خَوْضَ (٢) الناسِ بذكرِ جالوتَ، وعِظَمِ شأنِه فيهم، وبهيبةِ الناسِ إيَّاه، ومما يُعَظِّمُون من أمرِه، فقال لهم: واللهِ إنكم لتعظِّمون من أمرِ هذا العدوِّ شيئًا ما أدرى ما هو، واللهِ لو أراه لقتَلتُه، فأدْخِلونى على المَلِكِ. فأُدْخِل على الملكِ طالوتَ، فقال: أيُّها الملِكُ، إنى أراكم تُعَظِّمون شأنَ هذا العدوِّ، واللَّهِ إنى لو أراه لقتَلْتُه. فقال: فآتِنى (٣) ما عندَك من القوَّةِ على ذلك، وما (٤) جرَّبْتَ من نفسِك. قال: قد كان الأسدُ يَعْدُو على الشاةِ من غَنِمى، فأُدْرِكُه فآخُذُ برأسِه، فأفُكُّ لَحْيَيهِ عنها، فآخُذُها مِن فِيه، فادْعُ لى بدِرْعٍ حتى أُلْقِيَها عليَّ. فأُتِى بدِرْعٍ فقَذَفها على (٥) عُنُقِه، ومَثَل (٦) فيها فملأَ (٧) عينَ طالوتَ ونفسَه ومَن حضَره من بنى إسرائيلَ، فقال طالوتُ: واللهِ، لعسى اللهُ أن يُهْلِكَه به. فلما أصبَحوا رجَعوا إلى جالوتَ (٨)، فلما التقَى الناسُ قال داودُ: أَرُونى جالوتَ. فأرَوه


(١) سقط من: ت ١، وفى ص، م، ت ٢، ت ٣: "ومشى".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "بوحوص".
(٣) في ت ٢: "فإنى"، وفى س: "فأتى". وأثبتها الشيخ شاكر: "يا بنى"، وفى حاشية المطبوعة: "لعله: فأرنى".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "مما".
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "في".
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "سل".
(٧) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "مل".
(٨) في ت ١: "طالوت".